logo
تحميل التطبيق
English
logo
All Categories
تعليم ماليJune 7, 2025

الاستثمار 101

فريق بورصة
فريق بورصة
الاستثمار 101

لم يعد الادخار وحده كافيًا لضمان مستقبل مالي مستقر. فالتضخم الاقتصادي يسبب في ارتفاع أسعار تدريجي ومستمر، مما يقلل من قيمة الأموال المدخرة، وترتفع بالتالي تكاليف المعيشة ، ما يجعل من الضروري التفكير بخطوات تحرص على إبقاء قيمة المدخرات، بل وحتى زيادتها.

الاستثمار 101

أفضل طريقة لادخار المال

قد تكون قد سمعت نصيحة من والديك أو أصدقائك أو ربما من زملائك في العمل أو أحد معارفك: "من الأفضل أن تبدأ بادخار بعض بعض المال، فالتعليم الجامعي مكلف، والتقاعد سيأتي أسرع مما تتخيل، ولابد أن تبدأ الآن وتتعلم كيف تستثمر."

لم يعد الادخار وحده كافيًا لضمان مستقبل مالي مستقر. فالتضخم الاقتصادي يسبب في ارتفاع أسعار تدريجي ومستمر، مما يقلل من قيمة الأموال المدخرة، وترتفع بالتالي تكاليف المعيشة ، ما يجعل من الضروري التفكير بخطوات تحرص على إبقاء قيمة المدخرات، بل وحتى زيادتها.

يمكن بالطبع الاستثمار في العقارات في حال امتلاك رأس المال المطلوب، ولكن شق طريق الاستثمار في عالم الأوراق المالية ومشتقاتها (كالأسهم مثلا) لا يتطلب منك الكثير من المال، حيث تستطيع البدء حتى بـ 50 دينارًا. بالتأكيد أن سوق الأسهم يبدو معقدًا، والسندات هي الأخرى تبدو أكثر إرباكًا من الأسهم، ولكن أنت لا تحتاج إلى أن تكون محترفًا لتحقيق النجاح، ولا تحتاج إلى شهادة جامعية، ما تحتاجه هو قدر من المعرفة  (الاستعداد لدراسة بعض المبادئ الأساسية والإرشادات)، بالإضافة إلى الصبر والانضباط.

في الواقع أصبح الاستثمار أسهل من أي وقت مضى بفضل العديد من المنصات الإلكترونية وشركات الوساطة، التي توفر وسائل وأدوات لتعليم المبادئ الأساسية. ولحسن الحظ، تتوفر أكثر الأدوات قيمة في عالم الاستثمار بشكل مجاني متاح للجميع: وهو الوقت – الأسابيع، الأشهر، والسنوات اللازمة لتحويل الأصول المالية المتواضعة إلى ثروة حقيقية، حيث أنك كلما كنت أصغر سنًا، زاد الوقت المتاح لك  لمضاعفة ثروتك.

مبدأ تراكم الأرباح

تراكم الأرباح نتيجة قوة المضاعفة "power of compounding/ بَاورْ أُوفْ كُومْبَاوندِينجْ" بالنسبة للمدخرين والمستثمرين، يعني كيفية نمو مبلغ من المال بشكل تراكمي مع مرور الوقت من خلال إعادة استثمار العوائد مثل ما يحققه السهم من مكاسب، إلى جانب ما توزعه الشركات من أرباحها على مالكي الأسهم، وعند إتمام كل دورة  استثمارية يتم إضافة الأرباح إلى المبلغ الأساسي لديك، مما يؤدي إلى تحقيق هامش أرباح أكبر بفضل تراكم الأرباح ودخولها في رأس المال الجديد في الدورة الاستثمارية التالية.

لنفترض، على سبيل المثال، أنك استثمرت 1,000 دولار في صندوق استثماري للأسهم (مجموعة من الأسهم مجتمعة) أو أي استثمار آخر يحقق عائدًا متوسطًا بنسبة 7٪. بعد عام، يجب أن يكون الصندوق قد نما ليصل إلى 1,070 دولارًا – أي 1,000 دولار الأصلية بالإضافة إلى 70 دولارًا من العوائد الرأسمالية أو التوزيعات أو كليهما. بعد السنة الثانية، سينمو الحساب ليصل إلى 1,144.90 دولارًا – بعبارة أخرى، 1,070 دولارًا من السنة الأولى + أرباح السنة الثانية (1,070 × 7٪ = 74.90 دولارًا).

بالإضافة إلى ذلك، لنفترض أن مستثمرًا بعد السنة الأولى استمر في استثمار مبلغ إضافي قدره 1,000 دولار سنويًا لمدة 20 عامًا قادمة. بافتراض نفس العائد السنوي البالغ 7٪، فإن الأصول المتراكمة في الصندوق الاستثماري للأسهم ستنمو لتصل إلى 40,995.49 دولارًا! وهذا يعني أنه من 20,000 دولار (1,000 دولار سنويًا لمدة عشرين عامًا) من المدخرات المساهمة، ستتضاعف أموالك وأكثر.

خيارات الاستثمار المتاحة

بمجرد أن يفهم المستثمر المبتدئ قوة العامل الزمني وأهمية تراكم الأرباح وإعادة استثمارها، فإن الخطوة التالية هي التعرف على ما هو متاح من الخيارات الاستثمارية المختلفة، فسوق الأوراق المالية واسع جدًا، ويلعب سوق الأسهم فيه دورًا أساسيًا، وهو السوق الأسهل للفهم، حيث تكون الأسهم عبارة عن "حصص" أو أجزاء من شركة يتم شراؤها وبيعها في الأسواق العامة بأسعار تتغير باستمرار حسب أداء سهم الشركة. تخيل مثلًا ان شركة تدعى ABC مقسمة إلى 100,000,000 سهم يمتلكها مستثمرون حول العالم – هؤلاء هم "ملّاك" شركة ABC المتداولة علنًا في البورصة.

بطبيعة الحال، يبحث المستثمرون باستمرار عن الأسهم التي تحقق عوائد ممتازة، مما يساعدهم في الوصول إلى أهدافهم المالية بسرعة أكبر. على سبيل المثال، إذا استثمر شخص 20,000 دولار في صندوق أسهم يحقق متوسط عائد سنوي 9%، فسوف ينمو الاستثمار إلى 51,160.12 دولارًا. أما إذا كان العائد السنوي 6% فقط، فإنه سينمو إلى 36,785.59 دولارًا.

قد يكون أداء بعض الأسهم متقلب (أو ذو مخاطرة) أكثر من غيرها، ما يعني أنها قد تحقق عوائد مرتفعة، أو تؤدي إلى خسارة من رأس المال الأصلي. أما بالنسبة للأسهم أو الاستثمارات التي تُعتبر "آمنة"، فعادةً ما تحقق متوسط أرباح سنوي ثابت، مما يجعلها مفضلة للمستثمرين، خصوصًا أولئك الذين يرغبون في تجنب المخاطر والاستثمار على مدى طويل. السؤال المهم هنا هو كيف يمكن للمستثمر التمييز بينهما؟ التمييز بينهما يتم من خلال البحث أولًَا والتعمق في أخبار الشركات وتقاريرها، ثم دراسة هذه البيانات وتحليلها ومعرفة المؤثرات على صعود الأسواق أو هبوطها، والذي يكسبك خبرة مع مرور الوقت تساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية ناجحة.

كما يعرف عن الأسواق أنها ترتفع وتنخفض، ولكن يمكن القول أن الاتجاه العام لأسعار الأسواق على المدى الطويل يكون تصاعديًا. لذلك، يتعلم المستثمر الناجح ضبط النفس وعدم التسرع في اتخاذ قرارات الشراء عند ارتفاع الأسواق أو البيع عند انخفاضها، حيث أن القرارات العاطفية في البيع والشراء غالبًا ما تؤدي إلى خيبة أمل.

في طريق بناء محفظة مالية قوية، يعد مراقبة تكاليف الاستثمار أمرًا ضروريًا، وقد يكون تعيين مدير أموال أو مستشار مالي خطوة حكيمة، ولكن في الوقت نفسه، فإن الأموال المدفوعة مقابل الإدارة والاستشارات، بدلاً من استثمارها قد تقلل من العائد الكلي للاستثمار.

توفر بورصة ثروة من المعلومات التوضيحية والتعريفات للمصطلحات غير المألوفة بلغة عربية بسيطة وسهلة الفهم.

اليوم، يتاح لك استخدام الأدوات اللازمة للتحكم في مستقبلك المالي أكثر من أي وقت مضى. العملية ليست فقط مربحة، ولكنها أيضًا سهلة وممتعة!